این مصاحبه را در 23 سپتامبر 2010 با الشرق الوسط انجام دادمکه در آن گفتم احمدی نژاد انسان فاقد شخصیت است...این مصاحبه را تازگی پیدا کردم و اینک در وبلاگم می آورم
إيران: التفكك الدبلوماسي يكشف «هتلرية» أحمدي نجاد
بدأ التصدع يظهر عميقا في وزارة الخارجية الإيرانية، صراع بين الرئيس محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية منوشهر متقي، تراجع بسببه أحمدي نجاد عن تعيين مندوبين له يتجاوزون دور الخارجية في التعاطي مع الدول. لكن هذا لا يعني أن السلك الدبلوماسي الإيراني متعاضد، إذ بدأ الانشقاق أولا مع القنصل العام في سفارة إيران في أوسلو، محمد رضا حيدري وكان ذلك في شهر يناير (كانون الثاني) من هذا العام، وهذا الشهر انشق دبلوماسيان آخران، حسين علي زاده الرجل الثاني في السفارة الإيرانية في هلسنكي وتبعه الملحق الصحافي في السفارة الإيرانية في بروكسل فرزاد فرهنغيان الذي قدم يوم الجمعة الماضي اعتذاره من الشعب الإيراني وطلب حق اللجوء السياسي في النرويج.
الثلاثة يؤكدون أن التزوير في الانتخابات الذي أوصل أحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة للمرة الثانية دفعهم إلى الانقلاب على النظام، على الرغم من أن كل واحد منهم يجلس على أكثر من ربع قرن من العمل في وزارة الخارجية وفي مناصب دبلوماسية في الخارج. حيدري وفرهنغيان انضما إلى «الموجة الخضراء» التي أسسها رجل الأعمال الإيراني أمير جاهنشاهي في شهر مارس (آذار) الماضي، أما علي زاده فإنه يقول: إنه يؤيد الحركة الخضراء التي يقودها مير حسين موسوي والشيخ مهدي كروبي، لكن الثلاثة ينضوون في المنظمة التي أسسها حيدري وتدعى «حملة السفارات الخضراء»، وينتظرون انضمام الكثير إليهم من دبلوماسيين إيرانيين، كما يتلقون التأييد من الكثير من عناصر الحرس الثوري الإيراني. إذ إن «حملة السفارات الخضراء» مهمتها ترغيب وتشجيع وتشويق الدبلوماسيين الإيرانيين للانضمام إلى المنشقين والتخلي عن ترددهم، لأن التاريخ لا يرحم.
يقول حسين علي زاده، القائم السابق بأعمال السفارة الإيرانية في فنلندا، إن الشكوك بدأت تراوده عندما وصلته يوم إجراء الانتخابات الإيرانية في 12 يونيو (حزيران) من العام الماضي، وثيقة من مجلس صيانة الدستور وكان ذلك يوم جمعة، تتضمن أوامر من إيران لكل الدبلوماسيين في الخارج بعدم إجراء أي حوار مع وسائل الإعلام الغربية وعدم إفساح المجال لنشر أصوات المعارضين. «شعرت، بعد وصول هذه الوثيقة بأنه لم يعد باستطاعتي البقاء في نظام ولاية الفقيه». لدى علي زاده المئات من الوثائق التي تؤكد تزوير الانتخابات الرئاسية، وفي إعلانه عن الانشقاق، قال إن أحمدي نجاد يشكل خطرا على إيران وعلى المنطقة وعلى العالم. يشرح الأسباب ويقول: «أولا، إنه غير متعادل عقليا وهذا واضح من حواراته وكلامه، إنه يردد كلمات سخيفة وتصرفاته غير مقبولة. هذا الإنسان لو استطاع، فإنه لا يتردد من (حذف) كل من يخالفه، لا يهمه إن كان إيرانيا أو من خارج البلاد. إذا ترك له المجال سيكون (هتلر) الثاني».
مع تأكيده وجود «أصدقاء» للحركة الخضراء في الحرس الثوري يساندونها ويسربون لها أخبارا عما يجري داخل أجهزة الحرس، يقول: إن أحمدي نجاد من جهة أخرى، يتلقى الدعم والمساندة من القيادة العامة للحرس الثوري، «أيضا، لو لم يكن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي داعما له، لما كان باستطاعة أحمدي نجاد البقاء في الحكم للمرة الثانية».
يشير إلى صعوبة الحياة داخل إيران الآن، فالتضخم الاقتصادي في ارتفاع، والمشكلة برأيه أن أيا من الدول المجاورة لا تساند إيران، سورية فقط هي «الصديق الاستراتيجي لإيران»، ويضيف: «لننظر إلى التطور السياسي بين إيران والسعودية أو بينها وبين عمان، وما حصل من قطع العلاقات بين إيران والمغرب والتوتر بينها وبين أذربيجان. إن بقاء أحمدي نجاد في الحكم سيضر كثيرا بعلاقات إيران مع كل دول الجوار».
أسأله: هل هناك خوف، إذا امتلكت إيران خلال زمن أحمدي نجاد السلاح النووي، من إمكانية استعماله؟ يؤكد: «من دون أدنى شك، أعطيك مثالا بسيطا، إذا رأيت شرطيا في الشارع يحمل سلاحا، فإنك لا تخافين منه، لكن إذا حمل إنسان غبي أو مجنون قطعة زجاج مكسور فإنك تخافين. ما الفرق بين الأول والثاني؟ إنه العقل الموجود عند الشرطي وعدم وجود العقل عند الإنسان الغبي. فما سيكون وضع العالم إذا امتلك أحمدي نجاد القوة النووية؟».
عن إيران في المرحلة الحالية يصفها علي زاده، بأنها كالمرأة الحامل، «ونحن نتوقع مستجدات وتغيرات عميقة في المجتمع الإيراني اقتصاديا وسياسيا وثقافيا». «الحركة الخضراء» حركة سلمية، تقوم استراتيجيتها على عدم اللجوء إلى القوة، لديها الكثير من المناصرين في الحرس الثوري الذين يملكون السلاح والقادرين على القيام بانقلاب عسكري، لكن، يقول علي زاده، «لا نريد انقلابات عسكرية، إنما فرض الضغوط على النظام يساعد (الحركة الخضراء) على الانتعاش». في بداية الحديث، قلت إنك صرت ضد ولاية الفقيه، فهل «الحركة الخضراء» كلها ضد ولاية الفقيه؟ يوضح: إنها ضد بمعنى أن لا أحد في البلاد يسأل والي الفقيه عن تصرفاته، وهذا كشف عنه الشيخ الكروبي في سؤال إلى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام وقال: «إن على مجلس الخبراء أن يقوم بوظيفته وأن يسأل القائد عن تصرفاته التي سببت كل هذه المشكلات لإيران». لكن، إذا اتخذ مجلس تشخيص مصلحة النظام قرارا بإقالة خامنئي، هل تحل المشكلة؟ يجيب علي زاده: «جزئيا نعم، وكليا لا. السؤال ليس سهلا إنما على الأقل يعود الهدوء تدريجيا إلى المجتمع الإيراني». وأسأله: يعني أن تجربة خامنئي بمفرده على رئاسة ولاية الفقيه كانت تجربة فاشلة، والمطلوب مجلس من مجموعة من رجال الدين تدير شؤون البلاد؟
يجيب: إذا كنا نتكلم عن النظام بشكله الحالي، لكن ليس هذا ما سيحصل، لأن التغييرات المقبلة على إيران ستكون جد عميقة. ومن تلميحات الشيخ كروبي، إننا لا نحتاج إطلاقا إلى نظام ولاية الفقيه. لن يبقى النظام الديني مع التغييرات المتوقعة القريبة. يبدو علي زاده واثقا من كلامه ومتفائلا رغم التهديدات بالقتل التي تصله، ويستغل الفرصة لتوجيه كلامه إلى الشعب الإيراني ويقول باللغة العربية: «اتحدوا ضد العدو الجافي.. فالاتحاد قوة الضعاف». وكان علي زاده قبل وصوله إلى فنلندا، عمل في السفارة الإيرانية في بلغاريا وفي مصر، لهذا أحب أن يغتنم الفرصة ليوجه كلاما إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الذي يعرفني جيدا وقد التقيته مرات كثيرة في القاهرة، يقول: على الجامعة العربية أن تتخذ موقفا واضحا وحاسما إزاء التغييرات في إيران. لقد حان الوقت كي تتخذ الجامعة العربية مثل هذا الموقف الصريح ضد الحكومة وإلى جانب الشعب الإيراني.
أسأله: إن هذا قد تعتبره إيران تدخلا في شؤونها الداخلية؟ يرد: «ولتعتبره، هذا ليس مهما، لقد اتخذ الاتحاد الأوروبي هذا الموقف، ولم يخف. إن العالم العربي أقرب لإيران مما يعني أن خطرها عليه أكبر وخطر إيران سيكون على دول الخليج».
يبدو أن العواصم الأوروبية كلها فتحت أبوابها بوجه الدبلوماسيين الإيرانيين المنشقين والذين سينشقون، ويبدو أن العدد سيتضاعف مع الأشهر المقبلة التي تفصلنا عن نهاية السنة.
شيء ما كبير يحدث في إيران. لقد بدأت أسراب الطيور في التحليق، وستحط قريبا.
(في الأسبوع المقبل، المزيد عن الدبلوماسيين الإيرانيين المنشقين)
الثلاثة يؤكدون أن التزوير في الانتخابات الذي أوصل أحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة للمرة الثانية دفعهم إلى الانقلاب على النظام، على الرغم من أن كل واحد منهم يجلس على أكثر من ربع قرن من العمل في وزارة الخارجية وفي مناصب دبلوماسية في الخارج. حيدري وفرهنغيان انضما إلى «الموجة الخضراء» التي أسسها رجل الأعمال الإيراني أمير جاهنشاهي في شهر مارس (آذار) الماضي، أما علي زاده فإنه يقول: إنه يؤيد الحركة الخضراء التي يقودها مير حسين موسوي والشيخ مهدي كروبي، لكن الثلاثة ينضوون في المنظمة التي أسسها حيدري وتدعى «حملة السفارات الخضراء»، وينتظرون انضمام الكثير إليهم من دبلوماسيين إيرانيين، كما يتلقون التأييد من الكثير من عناصر الحرس الثوري الإيراني. إذ إن «حملة السفارات الخضراء» مهمتها ترغيب وتشجيع وتشويق الدبلوماسيين الإيرانيين للانضمام إلى المنشقين والتخلي عن ترددهم، لأن التاريخ لا يرحم.
يقول حسين علي زاده، القائم السابق بأعمال السفارة الإيرانية في فنلندا، إن الشكوك بدأت تراوده عندما وصلته يوم إجراء الانتخابات الإيرانية في 12 يونيو (حزيران) من العام الماضي، وثيقة من مجلس صيانة الدستور وكان ذلك يوم جمعة، تتضمن أوامر من إيران لكل الدبلوماسيين في الخارج بعدم إجراء أي حوار مع وسائل الإعلام الغربية وعدم إفساح المجال لنشر أصوات المعارضين. «شعرت، بعد وصول هذه الوثيقة بأنه لم يعد باستطاعتي البقاء في نظام ولاية الفقيه». لدى علي زاده المئات من الوثائق التي تؤكد تزوير الانتخابات الرئاسية، وفي إعلانه عن الانشقاق، قال إن أحمدي نجاد يشكل خطرا على إيران وعلى المنطقة وعلى العالم. يشرح الأسباب ويقول: «أولا، إنه غير متعادل عقليا وهذا واضح من حواراته وكلامه، إنه يردد كلمات سخيفة وتصرفاته غير مقبولة. هذا الإنسان لو استطاع، فإنه لا يتردد من (حذف) كل من يخالفه، لا يهمه إن كان إيرانيا أو من خارج البلاد. إذا ترك له المجال سيكون (هتلر) الثاني».
مع تأكيده وجود «أصدقاء» للحركة الخضراء في الحرس الثوري يساندونها ويسربون لها أخبارا عما يجري داخل أجهزة الحرس، يقول: إن أحمدي نجاد من جهة أخرى، يتلقى الدعم والمساندة من القيادة العامة للحرس الثوري، «أيضا، لو لم يكن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي داعما له، لما كان باستطاعة أحمدي نجاد البقاء في الحكم للمرة الثانية».
يشير إلى صعوبة الحياة داخل إيران الآن، فالتضخم الاقتصادي في ارتفاع، والمشكلة برأيه أن أيا من الدول المجاورة لا تساند إيران، سورية فقط هي «الصديق الاستراتيجي لإيران»، ويضيف: «لننظر إلى التطور السياسي بين إيران والسعودية أو بينها وبين عمان، وما حصل من قطع العلاقات بين إيران والمغرب والتوتر بينها وبين أذربيجان. إن بقاء أحمدي نجاد في الحكم سيضر كثيرا بعلاقات إيران مع كل دول الجوار».
أسأله: هل هناك خوف، إذا امتلكت إيران خلال زمن أحمدي نجاد السلاح النووي، من إمكانية استعماله؟ يؤكد: «من دون أدنى شك، أعطيك مثالا بسيطا، إذا رأيت شرطيا في الشارع يحمل سلاحا، فإنك لا تخافين منه، لكن إذا حمل إنسان غبي أو مجنون قطعة زجاج مكسور فإنك تخافين. ما الفرق بين الأول والثاني؟ إنه العقل الموجود عند الشرطي وعدم وجود العقل عند الإنسان الغبي. فما سيكون وضع العالم إذا امتلك أحمدي نجاد القوة النووية؟».
عن إيران في المرحلة الحالية يصفها علي زاده، بأنها كالمرأة الحامل، «ونحن نتوقع مستجدات وتغيرات عميقة في المجتمع الإيراني اقتصاديا وسياسيا وثقافيا». «الحركة الخضراء» حركة سلمية، تقوم استراتيجيتها على عدم اللجوء إلى القوة، لديها الكثير من المناصرين في الحرس الثوري الذين يملكون السلاح والقادرين على القيام بانقلاب عسكري، لكن، يقول علي زاده، «لا نريد انقلابات عسكرية، إنما فرض الضغوط على النظام يساعد (الحركة الخضراء) على الانتعاش». في بداية الحديث، قلت إنك صرت ضد ولاية الفقيه، فهل «الحركة الخضراء» كلها ضد ولاية الفقيه؟ يوضح: إنها ضد بمعنى أن لا أحد في البلاد يسأل والي الفقيه عن تصرفاته، وهذا كشف عنه الشيخ الكروبي في سؤال إلى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام وقال: «إن على مجلس الخبراء أن يقوم بوظيفته وأن يسأل القائد عن تصرفاته التي سببت كل هذه المشكلات لإيران». لكن، إذا اتخذ مجلس تشخيص مصلحة النظام قرارا بإقالة خامنئي، هل تحل المشكلة؟ يجيب علي زاده: «جزئيا نعم، وكليا لا. السؤال ليس سهلا إنما على الأقل يعود الهدوء تدريجيا إلى المجتمع الإيراني». وأسأله: يعني أن تجربة خامنئي بمفرده على رئاسة ولاية الفقيه كانت تجربة فاشلة، والمطلوب مجلس من مجموعة من رجال الدين تدير شؤون البلاد؟
يجيب: إذا كنا نتكلم عن النظام بشكله الحالي، لكن ليس هذا ما سيحصل، لأن التغييرات المقبلة على إيران ستكون جد عميقة. ومن تلميحات الشيخ كروبي، إننا لا نحتاج إطلاقا إلى نظام ولاية الفقيه. لن يبقى النظام الديني مع التغييرات المتوقعة القريبة. يبدو علي زاده واثقا من كلامه ومتفائلا رغم التهديدات بالقتل التي تصله، ويستغل الفرصة لتوجيه كلامه إلى الشعب الإيراني ويقول باللغة العربية: «اتحدوا ضد العدو الجافي.. فالاتحاد قوة الضعاف». وكان علي زاده قبل وصوله إلى فنلندا، عمل في السفارة الإيرانية في بلغاريا وفي مصر، لهذا أحب أن يغتنم الفرصة ليوجه كلاما إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الذي يعرفني جيدا وقد التقيته مرات كثيرة في القاهرة، يقول: على الجامعة العربية أن تتخذ موقفا واضحا وحاسما إزاء التغييرات في إيران. لقد حان الوقت كي تتخذ الجامعة العربية مثل هذا الموقف الصريح ضد الحكومة وإلى جانب الشعب الإيراني.
أسأله: إن هذا قد تعتبره إيران تدخلا في شؤونها الداخلية؟ يرد: «ولتعتبره، هذا ليس مهما، لقد اتخذ الاتحاد الأوروبي هذا الموقف، ولم يخف. إن العالم العربي أقرب لإيران مما يعني أن خطرها عليه أكبر وخطر إيران سيكون على دول الخليج».
يبدو أن العواصم الأوروبية كلها فتحت أبوابها بوجه الدبلوماسيين الإيرانيين المنشقين والذين سينشقون، ويبدو أن العدد سيتضاعف مع الأشهر المقبلة التي تفصلنا عن نهاية السنة.
شيء ما كبير يحدث في إيران. لقد بدأت أسراب الطيور في التحليق، وستحط قريبا.
(في الأسبوع المقبل، المزيد عن الدبلوماسيين الإيرانيين المنشقين)
http://archive.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=587986&issueno=11622#.Wr6rSohubIU